الأمثال الشعبية- حكمة الأجداد ومرآة عالمنا المعاصر
المؤلف: ريهام زامكه10.12.2025

هل ما زلنا نعتبر الأمثال الشعبية بمثابة كنوز حكمة، أم أنها مجرد طرفة عابرة ضمن أحاديثنا اليومية؟ "علمناهم الكتابة، سبقونا عالأبواب" هذا ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في قيمة هذه الأمثال في عصرنا الراهن.
الأمثال الشعبية تُعد إرثًا ثقافيًا عظيمًا، فهي تعكس بوضوح الفكر والثقافة التي كانت سائدة في مجتمعاتنا على مر الزمان. هذه الأمثال تجسد بشكل حي التجارب المختلفة التي خاضها أجدادنا، وتعكس مشاعرهم المتنوعة من الفرح والبهجة إلى الحزن والأسى، بالإضافة إلى الخير والشر، وغير ذلك الكثير من المواقف التي واجهتهم في حياتهم اليومية.
لقد تناقلت الأجيال هذه الأمثال جيلاً بعد جيل، وكأنها وصايا قيمة تحمل معاني عميقة، وقد بقيت راسخة في ذاكرة الناس، وتنتشر بينهم على نطاق واسع. ربما يرجع ذلك إلى أن الناس في الماضي كانوا أقل كلاماً وأكثر تركيزاً على المعنى، ويحتاجون إلى عبارات موجزة ومؤثرة للتعبير عن رؤيتهم للأمور.
لا شك أن الأمثال الشعبية تحمل تأثيرًا قويًا على النفس، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، وهذا يعتمد على المعاني والرسائل التي تحملها. ففي الماضي، كان أجدادنا يبدأون حديثهم بعبارة "على رأي المثل..." ثم يسردون المثل كدليل قاطع على صحة وجهة نظرهم، معتبرين المثل بمثابة المحامي الذي يدافع عن موقفهم ويدعمه بكل قوة.
وكمثال حي على ذلك، نجد المثل الحجازي القديم: "من قلة عقلك يا بدور خليتيني في الحارة مشهور". يبدو أن صاحب هذا المثل كان يعاني من تجربة قاسية مع زوجته "بدور"، والتي كانت على الأرجح تسبب له الكثير من المتاعب والهموم. فهي من ذلك النوع من النساء اللاتي لا يترددن في إزعاج أزواجهن وإثارة المشاكل. فنتيجة لسعيها الدؤوب لإظهار قدراتها في النكد والانتقاد، وضعت زوجها المسكين في موقف حرج للغاية، وأصبح حديث الناس في الحي بأكمله، واكتسب شهرة واسعة، ولكنها شهرة لم يكن يتمناها أي رجل على الإطلاق.
بالتأكيد، الحديث في هذا الموضوع شيق ومتشعب، ولو سمح لنا الوقت لذكرنا أمثلة أخرى كثيرة، قد يراها البعض تافهة وسطحية، ولكنها في الواقع تعكس تجارب حقيقية عاشها أجدادنا، واكتشفوا أن أفضل طريقة لتوثيقها هي من خلال كلمات قليلة تحمل في طياتها حكمة عظيمة، قد لا ندرك قيمتها وأهميتها إلا بعد مرور سنوات مديدة.
يبدو أن أجدادنا كانوا يتمتعون بنظرة مستقبلية ثاقبة، فقد أدركوا أننا في المستقبل سنكون بأمس الحاجة إلى البحث عن أوجه التشابه والتقارب بين ثقافات الشعوب المختلفة، لذلك قرروا أن يتركوا لنا هذا الإرث الغني من الأمثال التي تجسد رؤاهم وتجاربهم، لعلنا نجد في كل مثل مرآة تعكس واقعنا المعاصر وتساعدنا على فهمه بشكل أفضل.
على أية حال، أتمنى أن تحمل بعض مقالاتي حكمة تستحق أن يتناقلها الأجيال القادمة بعد مرور عقود من الزمن، ولا أريد منهم سوى أن يذكروني بالخير وأن يقولوا عني حينها "كانت حكيمة مُلهمة".
وقبل أن تقولوا "جاءت لتصلحها فأفسدتها"، أود أن أختم هذا المقال القيّم بمثل آخر أعتز به كثيرًا، وأعمل به دائمًا، وأضعه نصب عيني، وأترحم على قائله لأنه كان يعرف تمامًا كيف يختصر الوقت والحياة بحكمته البالغة. والآن، بعد أن حان وقت الوداع، أقول لكم كما قال:
"يا بخت من زار وخفف."
الأمثال الشعبية تُعد إرثًا ثقافيًا عظيمًا، فهي تعكس بوضوح الفكر والثقافة التي كانت سائدة في مجتمعاتنا على مر الزمان. هذه الأمثال تجسد بشكل حي التجارب المختلفة التي خاضها أجدادنا، وتعكس مشاعرهم المتنوعة من الفرح والبهجة إلى الحزن والأسى، بالإضافة إلى الخير والشر، وغير ذلك الكثير من المواقف التي واجهتهم في حياتهم اليومية.
لقد تناقلت الأجيال هذه الأمثال جيلاً بعد جيل، وكأنها وصايا قيمة تحمل معاني عميقة، وقد بقيت راسخة في ذاكرة الناس، وتنتشر بينهم على نطاق واسع. ربما يرجع ذلك إلى أن الناس في الماضي كانوا أقل كلاماً وأكثر تركيزاً على المعنى، ويحتاجون إلى عبارات موجزة ومؤثرة للتعبير عن رؤيتهم للأمور.
لا شك أن الأمثال الشعبية تحمل تأثيرًا قويًا على النفس، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، وهذا يعتمد على المعاني والرسائل التي تحملها. ففي الماضي، كان أجدادنا يبدأون حديثهم بعبارة "على رأي المثل..." ثم يسردون المثل كدليل قاطع على صحة وجهة نظرهم، معتبرين المثل بمثابة المحامي الذي يدافع عن موقفهم ويدعمه بكل قوة.
وكمثال حي على ذلك، نجد المثل الحجازي القديم: "من قلة عقلك يا بدور خليتيني في الحارة مشهور". يبدو أن صاحب هذا المثل كان يعاني من تجربة قاسية مع زوجته "بدور"، والتي كانت على الأرجح تسبب له الكثير من المتاعب والهموم. فهي من ذلك النوع من النساء اللاتي لا يترددن في إزعاج أزواجهن وإثارة المشاكل. فنتيجة لسعيها الدؤوب لإظهار قدراتها في النكد والانتقاد، وضعت زوجها المسكين في موقف حرج للغاية، وأصبح حديث الناس في الحي بأكمله، واكتسب شهرة واسعة، ولكنها شهرة لم يكن يتمناها أي رجل على الإطلاق.
بالتأكيد، الحديث في هذا الموضوع شيق ومتشعب، ولو سمح لنا الوقت لذكرنا أمثلة أخرى كثيرة، قد يراها البعض تافهة وسطحية، ولكنها في الواقع تعكس تجارب حقيقية عاشها أجدادنا، واكتشفوا أن أفضل طريقة لتوثيقها هي من خلال كلمات قليلة تحمل في طياتها حكمة عظيمة، قد لا ندرك قيمتها وأهميتها إلا بعد مرور سنوات مديدة.
يبدو أن أجدادنا كانوا يتمتعون بنظرة مستقبلية ثاقبة، فقد أدركوا أننا في المستقبل سنكون بأمس الحاجة إلى البحث عن أوجه التشابه والتقارب بين ثقافات الشعوب المختلفة، لذلك قرروا أن يتركوا لنا هذا الإرث الغني من الأمثال التي تجسد رؤاهم وتجاربهم، لعلنا نجد في كل مثل مرآة تعكس واقعنا المعاصر وتساعدنا على فهمه بشكل أفضل.
على أية حال، أتمنى أن تحمل بعض مقالاتي حكمة تستحق أن يتناقلها الأجيال القادمة بعد مرور عقود من الزمن، ولا أريد منهم سوى أن يذكروني بالخير وأن يقولوا عني حينها "كانت حكيمة مُلهمة".
وقبل أن تقولوا "جاءت لتصلحها فأفسدتها"، أود أن أختم هذا المقال القيّم بمثل آخر أعتز به كثيرًا، وأعمل به دائمًا، وأضعه نصب عيني، وأترحم على قائله لأنه كان يعرف تمامًا كيف يختصر الوقت والحياة بحكمته البالغة. والآن، بعد أن حان وقت الوداع، أقول لكم كما قال:
"يا بخت من زار وخفف."